• اخر الاخبار

    من الوزير السراج...إلى رواد مدرسة "التاريخ الحلال"

    مسرح قصر قرطاج

    مازال المؤرخون إلى اليوم يبحثون عن الجزء الرابع من كتاب الحلل السندسية للوزير السراج، فهل هو في لندن أم في ميونيخ؟، حملهُ أحد المستعمرين، أو صائد مخطوطات قديمة؟ أم يا تُرى مازال الغبار        و التُراب يلفُ أحد النُسخ الناجية في ركنٍ من أركان المدينة العتيقة أو مدفونٍ في أحد كهوف جبل وسلات، أو ربما ضاع إلى الأبد و لم يبقى لنا إلا قصة ضياعه لنرويها.

    تقول القصة بأن حسين بن علي مؤسس الدولة التونسية الحديثة -في الدلالة الزمنية-، أو هكذا يعتبرهُ العديد من المؤرخين، طلب من الكاتب الأندلسي الوزير السراج، الذي أحترف في بداية مسيرته المهنية حرفة صناعة الشاشية، كما أحترفها غالبية أفراد جاليته المستقرين بمدينة تونس، أن يخُط بيد واثقة و قلم لا يهاب سيرتهُ و سيرة دولته، فأنبرى المؤلف يخبرُ بأحوال الدولة، و مآثر زعيمها و رجالاتها أو رجالاته، غير مُدرك أن السيد المُهاب سيسقطُ غدًا أو بعد غد، و أن ما يُعجبُ سيدهُ اليوم لن يعجب خلفهُ علي باشا بالضرورة، الذي عاد ليحتل مكان عمه المُغتال، و يستولي على الحكم و على التاريخ الإخباري، فيأمر بحرق الجزء الرابع من كتاب الحلل السندسية.

    ليس الوزير السراج بأحد رواد التاريخ الجديد أو ما قبل الجديد، و لم نكُن لنتمنى منهُ كمؤرخين بأن لا يكون ما كان، فقط يؤلمنا بأن الجزء الرابع من الحلل السندسية قد ضاع، و ضاعت معهُ عشرات الأسئلة التي لن نجد لها جوابًا، لا نلومُ السراج، كما لا نلومُ المتنبي على مُغامراته الكافورية، فبريق السلطة ساحر كسحر حوريات البحر، فمن ربط نفسه إلى سارية البحث التاريخي الجاد نجا، على الأقل من فتن الكراسي، و من فتنتهُ فليشرب من عذوبتها و ليتحمل مرارة فطامها و تبعاته، و أشخاصًا يكتبون بعد ثلاثمائة سنة  عن مدرسة " التاريخ الحلال" أو "الذكرى الحلال".

    2012/05/29
    الكيخوتي 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    2 comments:

    1. الحب إصرار لا يفتر عن السؤال.. وصناعة التاريخ فيما أظن ...

      RépondreSupprimer

    Item Reviewed: من الوزير السراج...إلى رواد مدرسة "التاريخ الحلال" Rating: 5 Reviewed By: @HosQuijote_الكيخوتي
    إلى الأعلى