إلى أين نمضي؟ سؤال طرحتهُ و يطرحهُ العديد من المُتابعين للشأن العام في تونس، سُؤال للأسف لم تُجبنا عنهُ تكهنات المُنجمين الذين احتلوا منابر الخطاب في قنواتنا و إذاعاتنا و جرائدنا "الحبرية" كما سماها أحد المُحامين الشُرفاء، كما لم تُجبنا عنهُ خطابات مسؤولينا "الرقمية"، المليئة بملايين الدينارات، هذه الخطابات التي تقوم على سياسة "معيز و لو طاروا"، فالأحداث نُقر بها...و لكنها معزولة...و المشاريع التنموية الاستثنائية و العاجلة و الآجلة كُلها في الطريق
من كل هذا لم أستطع أن أفهم إلى أين تمضي تونس؟ لم أستطع أن أتلمس طريق الـ60 أو الـ70 ألف خريج جامعي سنويًا، و آلاف المُعطلين عن العمل الحاملين للشهائد العليا و المتوسطة، و الحاملين للمسحة و المعلقة و الفاس...لأن لكل مواطن الحق في الشغل، الحق في الحياة الكريمة التي لا تتلخص في ذلك "الحلم التونسي" التافه: منزل شعبي و سيارة شعبية، ولد و بنت، و عاشوا في سعادة و هناء، هذا الحُلم الأقرب إلى العالم الحيواني منهُ إلى الإنساني، مع فرق بسيط هو تمكن الحيوان من تحقيقه أي التزاوج و تكوين عائلة، في حين أننا كتونسيين أصبحنا عاجزين حتى عن تحقيق هذا الحلم الحيواني أمام غلاء المعيشة
لنا الحق في حياة كريمة، حياة لا يتعرض فيها المُحامي المُدافع عن القانون إلى الضرب في قُصور العدالة، لا يتعرض فيها الصحفي النزيه إلى الخطف و الترهيب، أن لا أكون مارًا في الطريق فيطلب مني شخص مُخيف بكل فضاضة بطاقتي بدون أي موجب، أن لا يكونُ وجودي رهين قارورة ڨاز، أُهدد بسكبها على نفسي كُل مسؤول أو إدارة صدت أبوابها عني
إلى أين تمضي تونس؟ سؤال سيُجيبنا عنهُ المُستقبل، الذي سيصنعهُ شباب تونس... إلى أين تمضي تونس؟ لا أدري لكن المُهم أنني أعتقد أن تونس قبل سيدي بوزيد ليست تونس بعد سيدي بوزيد، فعديد الأوراق اختلطت، و عديد المُحرمات كُسرت، و الأصنامُ بدأت تتشقق
2011/01/03
الكيخوتي
0 comments:
Enregistrer un commentaire