نساء بلادي نساء و نصف، تونس حرة بحريتكم و لتونس نساء يحمونها

إلى نساء بلادي كل عامٍ و أنتن بخير، كل عامٍ و أنتن تونسيات

نساء بلادي نساء و نصف أمر خبرتهُ و أخبرهُ كل يوم، خبرتهُ من خولة الرشيدي التي واجهت و لم تخف خفافيش السواد، كما لم تخف هي و رفيقاتها في كلية الآداب منوبة من مواجهة الديكتاتورية سنة 2009، عندما كان هؤلاء الخفافيش يطئطؤن رؤوسهم في مدخل الكلية أمام الأمن الجامعي، في كل المواجهات التي حضرتها في الكلية و كنت أنا نفسي مُجرد مُتفرج، كانت الفتيات دائمًا في المُقدمة رغم عنف البوليس و عجرفته، في مواجهة غزوة هؤلاء الخفافيش الأخيرة لمنوبة كانت كذلك الفتيات هن الأكثر حضورًا و حتى تصديًا لمن احتلوا العمادة، لمن يعتبرون أن المرأة في مرتبة دونية و "حضيض" كما قال لي أحدهم و هو الحضيض

نساء بلادي نساء و نصف أمر خبرتهُ و أخبرهُ كل يوم، خبرتهُ في مظاهرة 14 جانفي، في الفتيات اللاتي خرجن من ساحة محمد علي و حاولن إلى جانبنا كسر الطوق الأمني على مستوى تقاطع شارع روما و الحبيب بورقيبة، في كل فتاة رأيتها تبكي أو تزغرد في ذلك اليوم، محمولةً على الأعناق و تصيح بأعلى صوتها "تونس حرة"، و تقفُ صامدة أمام عنف البوليس و همجيته.

نساء بلادي نساء و نصف أمر خبرتهُ و أخبرهُ كل يوم، في وجوه العاملات الكادحات اللاتي يعترضنني كل فجرًا و مساءٍ في طريق ذهابهن أو عودتهن من العمل في المصانع أو في الحقول، في إصرار زميلات الدراسة اللاتي كُن دائمًا يحتللن المراتب الأولى، في وجوه كل نساء تونس بلا استثناء.

نساء بلادي نساء و نصف، تونس حرة بحريتكم و لتونس نساء يحمونها

2012/03/08
الكيخوتي

jeudi, mars 08, 2012